في رسالة وجهها لعدد من الشخصيات الأممية والدولية

 وجّه مركز حماية لحقوق الإنسان رسالة لعدد من الهيئات والشخصيات الدولية، بين من خلالها استمرار جرائم الاحتلال الاسرائيلي العنصري والتي تعد أعمالاً انتقامية ممنهجة ضد المدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبشكل خاص في الضفة الغربية، ضمن سياسة تتبناها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وقد ارتفعت وتيرتها في الشهور الأخيرة تدعمها تصريحات رسمية، سياسية وعسكرية، وتؤيدها فتاوى حاخامات سلطات الاحتلال التي تجيز لجنود الاحتلال قتل الفلسطينيين باعتبار هذا النوع من  عمليات القتل جائزاً في التقاليد الدينية اليهودية.

وذكر المركز في رسالته تعليق نائب الوزير الصهيوني "ألموغ كوهين" على جريمة قتل ثمانية مدنيين فلسطينيين في جنين الأسبوع الماضي بقوله: "يا له من عمل جميل ومهني .. واصلوا قتلهم"، فيما صرّح المتطرف "بنغفير" ضد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بقوله: "ما يستحقونه الإعدام"، وبينما تتواصل السياسة الاستيطانية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

واعتبر المركز في رسالته ان ممارسات سلطات الفصل العنصري الإسرائيلي تعد إرهاباً منظماً يعكس سياسةً انتقامية يواجهون بها الفلسطينيون الذين يمارسون حقهم المشروع في الكفاح من أجل الحرية وتقرير المصير، وهو ما تظهره اللهجة العدائية والتصريحات التي تعكس إرهاب الدولة المنظم، وهي بمجملها ممارسات محظورة بموجب قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وبشكل خاص اتفاقيات جنيف وملحقاتها ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وينظر مركز حماية لحقوق الإنسان بخطورةٍ وقلقٍ بالغين إزاء هذه السياسة التي تعكس نوايا ومخططات للإمعان في قتل المدنيين الفلسطينيين والاعتداء على حياتهم وحريّاتهم وكرامتهم، وبدعم من أعلى المستويات السياسية والعسكرية في حكومة الاحتلال العنصرية. خاصة وأنها ممارسات تأتي في سياق الاقتصاص والانتقام من المدنيين الفلسطينيين، وهي ممارسات حظرتها قواعد القانوني الدولي.

وارسل المركز رسالته إدراكا لدوركم ومسئولياتكم، وإيماناً بدوركم في التخفيف من معاناة المدنيين الفلسطينيين على كافة الصُّعد، وخاطب المركز ضميركم الإنساني ومسئولياتكم القانونية الأخلاقية بضرورة التدخّل من أجل وقف نزيف الدم الفلسطيني وإرغام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على وقف تصريحاتها العدائية والانتقامية التي تؤجج العنف وتدفع جنودها للمزيد من عمليات القتل والإرهاب ضد الفلسطينيين، وطالب بالعمل على إلزام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحترام قواعد القانون الدولي الإنساني، خاصة اتفاقيات جينيف، والضغط باتجاه تشكيل لجنة تحقيق دولية في  كافة الجرائم التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين.

مركز حماية لحقوق الإنسان

01 فبراير/ شباط 2023م